"القهوة العربية... طقوس الضيافة وثقافة الأجداد"
في كل بيت إماراتي، تحتل القهوة العربية مكانة خاصة تتجاوز كونها مجرد مشروب دافئ. فهي رمز للكرم والضيافة، ولغة التواصل الاجتماعي التي تربط بين القلوب وتقرب المسافات.
طقوس تحضير القهوة العربية فن قائم بذاته، يبدأ من اختيار أجود أنواع البن وتحميصه بعناية فائقة، مروراً بطحنه في المحماس النحاسي الذي يضفي عليه نكهة مميزة، وصولاً إلى غليه في الدلة مع الهيل والزعفران.
صوت المحماس وهو يدق البن له إيقاع خاص يملأ المجلس بالدفء والألفة. هذا الإيقاع الذي توارثته الأجيال يشكل جزءاً من الموروث الثقافي الذي يجب الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.
تقديم القهوة له آداب وأصول متعارف عليها في المجتمع الإماراتي. تُقدم في فناجين صغيرة تُسمى "الاستكان"، وتُسكب من جهة اليمين، ويُستحب أن يشرب الضيف ثلاث جرعات على الأقل تقديراً لكرم المضيف.
في عصرنا الحديث، تواجه هذه التقاليد تحديات العولمة وسرعة الحياة المعاصرة. لذا يصبح من المهم أن نعلم أطفالنا هذه الطقوس الجميلة ونحافظ على ممارستها في بيوتنا ومجالسنا.
القهوة العربية ليست مجرد تراث، بل هي هوية ثقافية تعكس قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة من كرم وضيافة واحترام للضيف.

