"النخلة... شجرة الخير والعطاء"

في قلب كل إماراتي مكانة خاصة للنخلة، هذه الشجرة المباركة التي ارتبطت بحياة الإنسان في هذه الأرض منذ آلاف السنين. النخلة ليست مجرد شجرة، بل هي رمز للصمود والعطاء والخير المتدفق.

تمر النخلة عبر فصول السنة في دورة حياة مليئة بالعطاء. في الربيع تُلقح وتبدأ رحلة الإثمار، وفي الصيف تنضج ثمارها الذهبية، وفي الخريف يحين موعد القطاف والفرح. حتى في الشتاء، تبقى شامخة تقاوم الرياح والعواصف.

من التمر الذي يُعتبر غذاءً متكاملاً، إلى الجريد الذي يُستخدم في البناء والحرف، مروراً بالليف الذي يُحاك منه الحبال، كل جزء من النخلة له فائدة واستخدام. حتى النوى لا يُهدر، بل يُطحن علفاً للماشية.

في التراث الإماراتي، ارتبطت النخلة بالشعر والأدب. الشعراء تغنوا بجمالها وعطائها، وشبهوا المرأة الجميلة بقامة النخلة الطويلة والممشوقة. الأمثال الشعبية امتلأت بالحكمة المستوحاة من النخلة وطبيعتها.

طقوس زراعة النخلة ورعايتها توارثتها الأجيال كعلم وفن. من اختيار الفسائل الجيدة، إلى تقنيات الري والتسميد، وصولاً إلى طرق التلقيح والقطاف. كل هذه المعارف شكلت جزءاً من الحكمة الشعبية.

اليوم، تواصل دولة الإمارات اهتمامها بالنخيل من خلال برامج التطوير والبحث العلمي. المزارع الحديثة تجمع بين التقنيات المتطورة والخبرة التراثية في رعاية هذه الشجرة المباركة.

النخلة تبقى رمزاً للهوية الإماراتية، شجرة تعلمنا دروساً في الصبر والعطاء والوفاء. إنها شاهدة على تاريخ هذه الأرض وحاضرها المشرق.