"المجلس الإماراتي... مدرسة الحياة والحكمة"
المجلس في التراث الإماراتي ليس مجرد مكان للجلوس والاستراحة، بل هو مؤسسة اجتماعية عريقة تلعب دوراً محورياً في تشكيل شخصية الفرد والمجتمع. في هذا الفضاء الدافئ، تلتقي الأجيال وتتبادل الخبرات والحكايات.
تصميم المجلس التقليدي يعكس قيم المجتمع الإماراتي وطبيعته. الجلسة المنخفضة على الأرض تدل على التواضع والبساطة، بينما الوسائد المريحة والسجاد الجميل يظهران الاهتمام بالضيف وراحته.
في المجلس، كان الأطفال يتعلمون آداب الحديث والاستماع. يجلسون في صمت ليستمعوا لحكايات الكبار وقصص الأجداد، وبذلك تنتقل إليهم الحكمة والتجارب عبر الأجيال.
المجلس كان أيضاً منبراً للشعر والأدب. الشعراء يتبارون في إلقاء أجمل القصائد، والحكواتيون يسردون أروع الحكايات. هذا التراث الشفهي شكل جزءاً مهماً من الثقافة الإماراتية.
اليوم، رغم التطور العمراني والتكنولوجي، لا يزال المجلس يحتفظ بمكانته الخاصة في البيت الإماراتي. إنه المكان الذي تجتمع فيه الأسرة، وتستقبل فيه الضيوف، وتُحسم فيه القرارات المهمة.
الأهم من ذلك أن المجلس يبقى مدرسة للحياة، حيث يتعلم الأطفال احترام الكبار، وآداب الحديث، وقيم التسامح والكرم. هذه القيم التي تشكل جوهر الشخصية الإماراتية الأصيلة.

