"الألعاب الشعبية... متعة من زمن الطفولة البريئة"
قبل عصر الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة، كانت الطفولة في الإمارات تزخر بألعاب شعبية بسيطة لكنها غنية بالمتعة والفائدة. هذه الألعاب لم تكن مجرد وسائل تسلية، بل كانت مدرسة حقيقية لتعلم قيم التعاون والصداقة والذكاء.
"الكرابي" أو الغميضة، كانت من أشهر الألعاب التي يستمتع بها الأطفال في فناءات البيوت والحواري الضيقة. هذه اللعبة البسيطة تنمي مهارات الانتباه والسرعة والذكاء لدى الأطفال.
"الدسيس" لعبة أخرى تتطلب الدقة والتركيز، حيث يحاول الأطفال إدخال الحصى الصغيرة في حفر محفورة في الأرض. هذه اللعبة تطور المهارات الحركية والتنسيق بين العين واليد.
"الطاق طاقية" كانت تجمع الأطفال في دائرة واحدة وتعلمهم روح الفريق والتنافس الشريف. الأغنية التي ترافق اللعبة تضيف جواً من المرح والسعادة: "طاق طاقية، رن رن يا جرسية، هذا ولا هذا، هذا والله هذا".
الفتيات كن يستمتعن بلعبة "نط الحبل" و"الست" التي تتطلب المهارة والتوازن. هذه الألعاب كانت تقوي أجسامهن وتعلمهن الصبر والمثابرة.
للألعاب الشعبية دور مهم في تنمية شخصية الطفل وتعليمه قيماً اجتماعية مهمة. كانت هذه الألعاب تجمع الأطفال من مختلف البيوت والعائلات، مما يقوي الروابط الاجتماعية في الحي الواحد.
اليوم، مع التطور التكنولوجي السريع، نحتاج لإحياء هذه الألعاب الجميلة وتعليمها لأطفالنا. فهي تربطهم بتراثهم الأصيل وتعلمهم قيماً مهمة قد تفقد في زحمة الحياة المعاصرة.

